بقلم: يوجَل مان
طالما ظل الجنينُ في الرحم، والبذرة تحت التراب، والفرخةُ في البيض، والمعدنُ في باطن الجبل، واللؤلؤ في الصدف، والماءُ في المنبع، والفكرةُ في الدماغ، والدينُ حيث نزل؛ فلا سبيل أن ينكشف أي من هذه الأشياء أو يتطور أو يصبح بعدًا من أبعاد الإنسانية.. فإن عملية الولادة، والإنبات، والفقس، والإخراج، والطرد، والرحيل، والدعوة والهجرة؛ كلها اسم آخر للفاعِلية، والانفتاح على العالم، والسير نحو المستقبل. ولا شك أن كل عمل من هؤلاء يحمل في طياته الألم والجهد والكفاح والنضال والسعي والحزن والاشتياق والاضطراب. فليس من الممكن أن يتحقق وجود الشيء دون المعاناة من أجله وتجرع مشقاته. إنها سنَّة الله، وهكذا تعمل.
وفي هذا الإطار نرى الإسلام قد وصل إلى الإنسانية واخترق القارات والأفئدة والعقول عن طريق الهجرة. فقد اجتاز رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الهجرة إلى الحبشة والمدينة المنورة جدرانَ الظلم التي أنشأها أهل مكَّة، وحمل رسالته إلى أُناس وديار جديدة. ولكن كما ذكرنا سلفًا لم يكن هذا سهلًا على الإطلاق؛ فقد تخللتْ طريق الهجرة محنٌ وآلام شتى؛ إذ اضطر المؤمنون إلى ترك ديارهم التي نشؤوا وترعرعوا فيها، وإلى فراقِ أحبتهم، والتنازلِ عن ممتلكاتهم وثرواتهم، وتركِ بيت الله الحرام من خلفهم. فتتبّعَهم المشركون وتفقدوا أثرهم، فخرج المؤمنون مهاجرين في جنح الظلام خفية إلى البادية المليئة بالحيَّات والهوام التي يعانون حرارة نهارها وبرودة ليلها، كانوا يمشون في طريق الهجرة وكأنهم يشعرون في أقفيتهم بأنفاس قراصنة البحر وصيادي البر، إلى أن وصلت الأغلبية العظمى منهم إلى موطنهم الجديد ودار هجرتهم خالية الوفاض بلا زاد ولا مال.
العائلات التي تأخرت هجرتها
وضعت مكَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القائمة السوداء، ووعدت بجائزة قدرها مائة ناقة لمن يقبض عليه حيًّا أو ميتًا. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم برفقة صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه في طريق الهجرة إلى المدينة ولم يصطحبا أحدًا من أهل بيتهما، واضطرا إلى أن يتركاهم بين أظهر مشركي مكَّة الذين يبحثون عنهما في كل مكان حتى ضاقت بهما السبل. حتى إن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تقيم فيه عائلته كان محاطًا بالقتلة وهو يخطو أولى خطواته للهجرة[1]. فكان أهل بيته صلى الله عليه وسلم (السيدة سودة أم المؤمنين، وأولادها، والسيدة فاطمة وأم كلثوم وسيدنا علي والسيدة أم أيمن…) يتربصون في قلق وخوف شديد، وهم تتناهى إلى أسماعهم أصواتُ مشركي مكَّة وسبابُهم ولعناتُهم أمام بيتهم. ولقد كان بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي فيه السيدة عائشة رضي الله عنها خطيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش نفس الحالة. ولم يلبث أبو جهل أن جاء برجاله واقتحموا الباب، ولطم السيدة أسماء على وجهها[2].
وعلى الرغم من أن رفيقي غار ثور كانا يرنوان بأبصارهما إلى المدينة وقلبهما معلَّقٌ بمن تركا من خلفهما. وقد عاش ساكنو البيتين نفس الجو والمناخ لمدة طويلة، ومرَّت شهور على لقائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق، أما السيدة زينب أول ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استمر بقاؤها في هذا المحيط حوالي سنتين؛ فشهدت قريشًا يعقدون الأيمان للانتقام والقضاء على أبيها صلى الله عليه وسلم بعد هزيمتهم في بدر. ولقد تعرضت للاعتداء وهي في طريقها إلى المدينة للحاق بأبيها؛ حيث روَّعها أحد المشركين بالرمح في هودجها وكانت حاملًا، فلما ريعت طرحت ذا بطنها، وفقدت الجنين الذي برحمها. حتى إن وفاتها التي في السنوات المقبلة كانت بسبب الإصابة التي حدثت لها في هذه الحادثة التي عاشتها أثناء الهجرة[3].
تشتت العائلات
قُطع الطريق أمام أبي سلمة وأهله عندما خرجوا للهجرة إلى المدينة من قِبل أقربائهم. وكان أبو سلمة من بني عبد الأسد، وزوجته أم سلمة من بني المغيرة. فلم يسمح بنو المغيرة بهجرة أم سلمة، وأخذوها عنوة من يد زوجها. فغضب بنو عبد الأسد من صنيع بني المغيرة، وأخذوا سلمة من يد أمه. فبينما كان أبو سلمة يريد أن يصل بعائلته إلى بر الأمن والأمان إذ بعائلته تتفرق وتتشتت في طريق الهجرة، واضطر إلى أن يهاجر إلى المدينة ويترك عائلته في هذا الوضع. وظلت أم سلمة تخرج كل صباح بالأبطح تبكي فراق زوجها وابنها طوال سنة. وفي النهاية لم يتحمل أحد أبناء عمومتها هذا الظلم وهذا المشهد القاسي؛ وتدخَّل لينهي هذا الحزن وهذا الفراق الذي طالت مرارته سنة كاملة. وبعد أن عدل كل من بني المغيرة وبني عبد الأسد عن ظلمهم قاموا بتسليم سلمة إلى أمه أولًا ثم سمحوا لها بعد ذلك باللحاق بزوجها الذي أبعدوه عنها لمدة سنة[4].
من ماتوا بالماء المسموم في طريق الهجرة
لقد كانت مخاطر الطرق التي سلكها المسلمون في الهجرة هي واحدة من بين صنوف المعاناة التي تجرعوها في مرحلة الهجرة. لم يستطع المهاجرون أن يجدوا طريقًا سهلًا للهجرة بسبب تعقبِ المشركين لهم وتتبعِهم أثرهم، فكانوا يتحركون في الغالب خفية في ظلام الليل؛ مما جعلهم عُرضة للمخاطر التي تفرضها عليهم البادية وطبيعتها الجغرافية. على سبيل المثال رَيْطَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ هَلَكَتْ بِالطّرِيقِ وَبِنْتَانِ لَهَا كَانَتْ وَلَدَتْهُمَا هُنَالِكَ عَائِشَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَزَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ هَلَكْنَ جَمِيعًا، وَأَخُوهُنّ مُوسَى بْنُ الْحَارِثِ مِنْ مَاءٍ شَرِبُوهُ فِي الطّرِيقِ وَقَدِمَتْ بِنْتٌ لَهَا وَلَدَتْهَا هُنَالِكَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ وَلَدِهَا غَيْرُهَا، يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَة[5].
من نهشته الحيَّة في طريق الهجرة
خرج سيدنا خالدٌ بن حزام رضي الله عنه وهو من السابقين الأولين في طريق الهجرة إلى الحبشة، فنهشتهالحيَّة في الطريق فمات قبل الوصول. فأنزل الله تعالى فيه قوله: ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (سورة النِّسَاءِ: 4/100). لتبشر هذه الآية مَن هلك في طريقه إلى الله مثل سيدنا خالد بن حزام رضي الله عنه بالجزاء الحسن والمكافأة الكبرى من الله في الآخرة[6]. الأمر نفسه قد حدث مع سيدنا مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ رضي الله عنه عندما لدغته حيَّة في طريق الهجرة بالحصاص، فحمله سادتنا عبيدة والطفيل والحصين رضي الله عنهم على ظهورهم مسافة 400كم، وجاؤوا به إلى المدينة[7].
من سُلبت أموالهم وثرواتهم
استعد سيدنا صهيب بن سنان رضي الله عنه للهجرة إلى المدينة المنورة، فقام بإخفاء ماله الذي هو ثمرة عمله وجهده لسنوات طويلة في مكان سري حتى لا يغتصبه منه أهل مكَّة، ثم انطلق إلى طريق الهجرة. فلما علم المشركون الذين لا يتوانون عن إيذاء المسلمين في دينهم بأمر خروجه للهجرة، خرج نفر من قريش وراءه وقطعوا عليه الطريق. إن صهيبًا في أيديهم الآن، وهم يريدون المال الذي كسبه بعرق جبينه لسنوات طويلة، فقال لهم: “إن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي”، فأخبرهم صهيب بمكان المال على أن يخلوا سبيله هو وأهله، ففعلوا، ورمدت عيناه في الطريق وأصابته مجاعة شديدة في رحلته التي استغرقت خمسة عشر يومًا. فقد قطع طريق الهجرة ماشيًا مسافة 500كم كغيره من المهاجرين، إلى أن وصل إلى قباء. فلما علم رسول الله بما حدث قال له: “رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يحيى”[8]. فأنزل الله تعالى قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ (سورة البَقَرَةِ: 2/207)، مخبرًا عباده أن كل ما يُبذل في سبيل الله وابتغاء مرضاته لن يضيع سُدًى[9].
من قطعت إصبعه ودميت قدمه في طريق الهجرة
هاجر العديد من الصحابة رضوان الله عليهم إلى المدينة كما ذكرنا سابقًا مشاةً على أرجلهم. وكان من بينهم سيدنا علي كرَّم الله وجهه. فقد حبسته قريش ثلاثة أيام ثم خلت سبيله. فانطلق من فوره مهاجرًا إلى الله ورسوله، فلما وصل إلى قباء كانت رجلاه قد تورمتا وقطرتا دمًا. فلما رآه رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم على هذه الحال اعتنقه وبكى. وكذلك سيدنا سلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد رضي الله عنهم، خرجت قريش وراءهم لتردّهم إلى مكَّة، ولكنهم أفلتوا وكانوا يسيرون مشيًا على الأرجل. فنكبت إصبع الوليد بن الوليد، فلما كانوا بظهر الحرة قطعت إصبعه، فدميت. فقال:
“هل أنت إلا إصبع دميت … وفي سبيل الله ما لقيت”[10].
من سُلِبَ بيتُه
كان من بين الممارسات التي أغرقت المهاجرين في الحزن الشديد عند الهجرة هو قيامُ مشركي مكَّة باغتصاب وسلب ديارهم التي بناها هؤلاء المسلمون في ظروف مكَّة الصعبة أو ورثوها عن آبائهم وقد نشؤوا وترعرعوا فيها، ثم بيعهم ما فيها من أثاث وممتلكات. ونهب أشراف مكَّة دار بني جحش لما خرجوا مهاجرين، وقد هاجر عبد الله بن جحش إلى الحبشة وإلى المدينة. وكان الذي عدا على داره صهره أبو سفيان بن حرب، وقام ببيعها. فلما بلغ عبد الله بن جحش ما صنع أبو سفيان بدارهم، ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فبشره رسول الله قائلًا: “أَلَا تَرْضَى يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ بِهَا دَارًا خَيْرًا مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ؟”[11]. والحقيقة أن وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مختلفًا عن حال غيره من المهاجرين. فإن البيت الذي وُلد فيه وورثه عن أبيه، والبيت الذي أهدته له السيدة خديجة رضي الله عنها، والذي قضى فيه سبعة وعشرين سنة من حياته، ورزقه الله فيه بالأبناء، ونزل عليه فيه بعض سور القرآن الكريم، قد عدا عليه ابن عمه عَقِيل بن أبي طالب، وباعه.
من ماتوا في ديار الهجرة
ومن الامتحانات التي عاشها المهاجرون في هذه المرحلة رحيلُهم إلى الدار الآخرة بعيدًا عن أهليهم وذويهم. ولا سيما أولئك الذين ماتوا بالحبشة كانت وفاتهم تحمل معنًى مختلفًا؛ فإنهم بعد هجرتهم لم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى. فكان ممن ماتوا بالحبشة وحظوا بنعمة تسليم أرواحهم إلى الرفيق الأعلى مهاجرين إليه تعالى؛ سادتنا عروة بن عبد العزة، وعدي بن نضلة، وعبد الله بن الحارث، وحاطب بن الحارث، وأخوه خطاب بن الحارث، والمطلب بن أزهر، وأم حرملة زوج جَهم بن قيس، وابناها عمرو وخزيمة، وعمرو بن أمية بن الحارث، وفاطمة بنت صفوان بن أمية زوج عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية رضي الله عنهم. ثم إن النجاشي أرسل سفينة أخرى برفقة مهاجري الحبشة العائدين إلى المدينة، تحوي ستين شخصًا استقلها ابن النجاشي وبعض أقربائه لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أن السفينة الثانية التي كانت تحمل ابن النجاشي وأقاربه غرقت بمن فيها في وسط البحر، ولم ينج منهم أحد.
خبر وفاة الأهل في ديار الهجرة
لقد كان أيضًا من بين الامتحانات الشديدة التي عاشها المهاجرون في مرحلة الهجرة هو عدم وجودهم بجانب الأب والأم أو الأقرباء الذين تُوفُّوا أثناء الهجرة، وعدم تمكنهم من رؤيتهم للمرة الأخيرة، ولا حتى المشاركة في دفنهم، وتوديعهم عند رحيلهم إلى الآخرة. فلم تتمكن السيدة رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حضور جنازة أمها السيدة خديجة رضي الله عنها بسبب هجرتها مع زوجها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنها. علاوة على أنها لم تر أمها في السنوات الخمس الأخيرة بسبب ظلم قريش وقمعهم، فحلّ الاشتياق الذي استمر خمس سنوات إلى حزن وألم في القلب. وكذلك لم يتمكن سيدنا عثمان بن عفان هو الآخر مِن تشييع أمّه وأم زوجته. وكان أيضًا ممن عاشوا حزنَ فراقِ وفقدِ الأحبَّة وهم في ديار الهجرة بالحبشة، وسيدنا جعفر بن أبي طالب فلم يحضر جنازة أبيه أبي طالب ولا أمه السيدة فاطمة بنت أسد. لم ير أباه منذ خمس سنوات، ولا أمه منذ اثنتي عشرة سنة. فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفن زوجته خديجة وعمه أبا طالب والسيدة فاطمة بنت أسد التي كانت بمثابة أمه، كان هؤلاء يدفنون حزنهم في صدورهم في ديار الغربة، ويواصلون خدمتهم للإسلام في غربتهم. وقصروا شوقهم على الآخرة. وهذه محنة مختلفة للسائرين في طريق الحق، وتجلٍّ آخر للطريق المؤدية إلى الجنة والجمال والرضا.
النتيجة
يقول الله تعالى في مطلع سورة العنكبوت: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (سورة العَنْكَبوتِ: 29/2-3) مؤكدًا على السنة الإلهية في خلقه: ألا وهي الامتحان والابتلاء! فالمؤمنون يعيشون كل لحظة من حياتهم في امتحان وابتلاء.
ولقد كانت عمليةُ الهجرة عمليةَ امتحانٍ مختلفة عن غيرها؛ الظلم والقمع قبل الهجرة، ثم ترك الأهل والأحباب والهجرة من دونهم، ثم مواجهة المتاعب والمشاق في الطريق، ثم مواجهة آلاف المشكلات في ديار الغربة، كل هذه امتحانات وابتلاءات بعضها فوق بعض. وقد واصل المسلمون طريقهم بإيمان راسخ وعزم شديد وأمل كبير، بإدراكهم هذه الحقيقة المنوطة بهم والموكلة إليهم، وتماسكهم وتحملهم في هذا الصدد، وصبرهم على ما فقدوه في سبيل الله موقنين بأن هذا وسيلة للفوز العظيم في الحياة الأبدية، وثقتهم في الله وإيمانهم يقينًا بأن من يموتون في سبيل الله سينالون الجزاء الحسن على نيَّاتهم، وأن المشكلات التي يتعرضون لها سوف يبدلهم الله بها أمنًا وأمانًا واستقرارًا وطمأنينة وفرحًا. فعلى الرغم من المحن والآلام الكثيرة التي عاشها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فقد فعلوا هذا، وحملوا رسالة القرآن العالمية والدين الإسلامي والحضارة الإسلامية إلى الإنسانية جمعاء. أما الذين أذاقوا المسلمين هذه المحن وأكرهوهم على الخروج فيقول المولى عز وجل عنهم: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ (سورة العَنْكَبوتِ: 29/4).
[1] ابن هشام، السيرة النبوية، 222.
[2] ابن هشام، السيرة النبوية، 225.
[3] ابن هشام، السيرة النبوية، 312، 313.
[4] ابن هشام، السيرة النبوية، 215، 216.
[5] ابن الأثير، أسد الغابة، 213، 214؛ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، 254.
[6] الحاكم، المستدرك على الصحيحين، 6052؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 4/96.
[7] ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/38.
[8] ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/171.
[9] ابن سعد، الطبقات الكبرى، 2/172.
[10] ابن هشام، السيرة النبوية، 219؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 4/105.
[11] ابن هشام، السيرة النبوية، 231.